لوحدة الوطنية
وطني مصر , ما أجملها من كلمة عظيمة حبيبة إلى القلوب , تتغنى بها الألسنة , وتنطق بها الشفاه من جيل إلى جيل , فما أطهرها من معنى يثير في النفوس أسمى المشاعر , وأعذب الذكريات إنها جنة الله في أرضه . لقد تعرضت مصر العزيزة في الأيام الماضية لعمل إرهابي غاشم أدمى قلوب المصريين جميعهم المسلمين والمسيحيين على حد سواء ألا وهو الهجوم البشع على كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية أثناء احتفال الأخوة المسيحيين بليلة رأس السنة الجديدة حيث فوجئوا بدوي انفجار راح على أثره الكثير من القتلى وخلف وراءه العديد من الجرحى من الأبرياء الذين لا ذنب لهم وقد خرج الرئيس محمد حسني مبارك فور وقوع الحادث للتنديد بهذا العمل الإجرامي موضحًا أن هناك أياد خفية تحاول العبث بأمن مصر واستقرارها وقام بمتابعة تطورات الموقف عن كثب ولقد تأثرنا كثيرا لمناظر الدماء والقتلى ولكن لا بد أن نعلم جميعا أن الهدف من هذا العمل الإجرامي هو الإيقاع بين المسلمين والمسيحيين وبث الفتنة الطائفية بين أبناء مصر ولكننا أبناء وطن واحد لن يستطيع أي إنسان أن يفرق بيننا كما قال الشاعر محمد عبد المطلب :
ولن يستطيع الدهر تفريق بيننا وإن جر قوم بالسعاية ما جروا
ونعم لن يستطيع أي إنسان على وجه الأرض أن يفرق بين عنصري الأمة : المسلمين والمسيحيين فنحن جميعًا دافعنا عن وطننا مصر لا فرق بين مسلم ومسيحي كما قال الشاعر :
إذا مــا دعــت مــــصـــر ابنـــها نهض لنجدتها سيان مرقس أو عمرو
ألم ترنا في كــل عـــيـــد ومـــوسم حليفي ولاءٍ لا جــفــاء ولا هــــجــــر
فنحن متعاهدون على الحب والوفاء والإخلاص منذ القدم فلقد وقفنا صفا واحدا في ثورة 1919 تحت قيادة الزعيم سعد زغلول وقد خرج الجميع : مسلمون ومسيحيون متحدين لمقاومة الاحتلال وقد عبر الشاعر على الجارم عن ذلك الاتحاد قائلا :
وغدا الصليب هلالاً في توحدنا وجمّع القوم إنجيل وقـــــرآن
ولم نبال فروقاً شتتت أممــــــاً عدنان غسان أو غسان عدنان
والإسلام دين السلام وقد دعا الإسلام إلى التسامح والعيش في محبة مع إخواننا من الديانات الأخرى وقال تعالى في كتابه العزيز القرآن الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم
( لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ )
وهذا يدل على ما نقوله فقد دعانا الله سبحانه وتعالى إلى معاملة الآخرين معاملة حسنة بأن نحسن إليهم وأن نتعامل معهم بالعدل ، هذا بالإضافة إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من آذى ذميًا فقد آذاني ) وفي النهاية يجب علينا أن نقف يدا واحدة في مواجهة الإرهاب ونعمل على نبذ التطرف من قلوبنا وأن ندافع عن مصر ونضحي بأنفسنا وأرواحنا من أجلها حتى يعم السلام أرض بلادنا العزيزة وندعو الله سبحانه وتعالى أن يقينا شر المحن والفتن كما قال الشاعر :
وقاك الله يا وطني من الآفات والمحن
وصانك يا حمى الإسلام من شر ومن فتن
فداؤك مهجتي أبداً ولست أمنٌ بالثمن